حقائبي على الرصيف ..تنتظر
و أنا أخاف الرحيل و..السفر
أختبئ خلف الستار
أحاول الهروب و الفرار
كأني أحايل القدر
ألعب معه لعبة النسيان في نيسان
فأضم إلى صدري بقايا الأزهار
و الدفاتر و الأشعار
ألقي عليهم تحية الوداع
لأني سأشتاق
لعبق الكلمات و المفردات
عربتي تنتظر عند الباب
تأمرني بالإنطلاق
علت أصواتها..
إخترقت أجواء الوداع
لم أعد أملك القرار
كل شيء إنتهى..لا مكان للنقاش
***
جمعت شتات نفسي و اخترقت الظلام
بين إبتسامات الجيران و الأصحاب
تساقطت دمعتان
دمعة على الماضي القريب
و أخرى لمرارة الفراق
..بين زحمة الوجوه لا أراه
إختفى كما الضباب كل صباح
كما السراب
***
إنطلقت عربتي تسابق الزمن
ومن نافدتي أبصره
يجلس في مقعده المعتاد
يرتشف ببطء قهوته السوداء
يتخبط بين أوراقه و الأقلام
أو هناك فوق الجدار
يجمع الناس حوله
يلقي عليهم خطبه و الأشعار
أكاد ألمح نفسي قربه
أستمع لكلامه
بالكاد يمتنع عن الإبتسام
الكل يعرفنا بدءا بالجدار
و العشاق
الكل يحسدنا
أبصره من نافدتي لكن..لا أراه
لا أعلم إن كان حقيقة أم خيال
***
ضاعت كل البنايات خلف الشجر
فالكون فرح..يحتفل بنيسان
و بقلبي تشرين لازال قائما
يرفض الرحيل
يأبى الإنصياع
يعزف سمفونييات الجنوب الحزين
و يغني بصوته الكئيب
إحتلني أشد احتلال
فصرت لا أنام
***
آه لو تعلم
كم أخاف الرحيل و السفر
و أنت لست معي
تمسك بيدي..تخبرني
لا داعي للخوف و القلق
سأكون لك الوطن و الملجئ
فاستعمريني..اسكنيني
لن أشتكي يوما
..لن أعترض
شيدي على روحي القصور و المساكن
سني قانونا جديدا..دستورا جديدا
إزرعي قلبي وردا شوكا زنبقا
أعلني في إمتدادي عن حدود مملكتك
شمالا جنوبا ،غربا وشرقا
كلي لك..إسمعيني
مادمت معي
اتركي حقائب السفر للنسيان
فل يكن حبك إنقلابا
تضيع فيه الفصول والرمان والمكان
فل يكن حبك ثوريا
رافضا للسفر ولحظات الوداع
و سأكون دائما معك
ملاكك الحارس طفلتي
***
وهنا توقفت عربتي
و أعلنت إنتهاء رحلتي
لن أهاب السفر
لن أخاف