بالتأكيد سمعنا جميعاً عن مجنون ليلى
...
و أشعاره التى تغنى فيها بمحبوبته ليلى
ولكن ...
من منا يعرف حياة ذلك المجنون ؟ .. من هو ؟
وكيف كانت رحلته مع ذلك العشق الذي ظل ممنوعاً عليه حتى مماته ؟
مجنون ليلى: هو قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عُدَى من بني عامر الأمويين
وقد اختلفت الآراء حول مجنون ليلى كونه حقيقة أو أسطورة
يذكر أحد العلماء أنه سأل عن مجنون بني عامر
فقيل له: هيهات بنو عامر أغلظ أكباداً من ذلك.
لكن "د / طه حسين" ذكر أن المجنون كان شخصاً تاريخياً وكان له وجود فى مجتمعه
وعن قصة حبه لليلى فيُذكَر أنهما كان يرعيان البهائم وهم صغار فكبر حبهما معاً حتى مرحلة الصبا
ولكن عندما اشتهر قيس بحبه لليلى وعرف بين القوم بذلك رفض والد ليلى زواجهما حتى لا يدنس شرف ابنته وعفتها وزوجها لاخر , وجن جنون قيس و هام فى الصحراء بين الوحوش واعتزل الناس وكره صحبتهم
وقد تعلق ذات مرة بأستار الكعبة وقال: "اللهم زدنى لليلى حباً وبها كلفاً ولا تنسنى ذكرها ابداً " , وظل حاله هكذا حتى مات فى واد كثير الحجارة حيث وجده أهله ميتاً بينها وقد حزن بنو عامر حزناً شديداً عليه وبكاه الجميع اشد البكاء.
وهكذا انتهت حياة قيس نهاية الحزينة تاركاً لنا إرثاً من الأبيات الشعرية المليئة بالاحساس الصادق , ومن أشعاره:
* ما بالَ قلبُكَ يا مجنونَ قد خلعا .. في حبِ مَن لا ترىَ في نَيلِه طمعا
* يُسَمونَنِى المجنونَ حينَ يَرونَنِي .. نَعم بي مِن ليلى الغداةِ جُنون
* و إني لَمجنُونَ بِليلى مُوكَلٌ .. ولَستُ عزوفاً عَن هَواها ولا جلداً
* أرىَ النفسُ عَن لَيلىَ أَبت أن تُطِيعُنِي .. فَقَد جُنَ مِن وَجديِ بِلَيلىَ جُنونِها
وهكذا تظل قصة مجنون ليلى من أجمل اللوحات التى تُعبر لنا عن العشق الممنوع
الذى رفضه الجميع ولكن لم يرفضه قلب قيس ولا قلب ليلى ..